السبت، 1 يناير 2011

أسفار حول العالم : كل الطرق تؤدى الى روما

" كل الطرق تؤدى الى روما " ، مقولة رومانية قديمة تعنى أن كل الطرق والمداخل و السبل تؤدى الى نتيجة واحدة ، و أصل هذه المقولة ، أن روما عاصمة الدولة الامبراطورية الرومانية القديمة أرادت أن تبنى دولة قوية و تترأس زعامتها ولكن واجههتها صعوبة المواصلات و وعورة الطريق فعمدت الى ربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل فى نهايته الى روما حتى تبقى هذه المدن المفتوحة تحت سيطرتها، فقيل كل الطريق تؤدى الى روما.

وطريقنا اليوم الى مدينة روما تلك المدينة التاريخية العريقة ، وسوف نحكى قصة هذه المدينة فى رحلتنا المصورة هذه فى بداية لسلسلة جديدة من المواضيع أسميتها " أسفار حول العالم " ، سأتناول فى كل مرة رحلة مصورة الى مدينة مختلفة ونستعرض سويا قصة كل واحدة منها بالتفصيل.

روما ، تلك المدينة الواقعة على نهر التيبر فى الجزء الغربى من شبه الجزيرة الايطالية، هى عاصمة ايطاليا و أكبر مدنها من حيث المساحة  وعدد السكان حيث يبلغ عدد سكانها ما حوالى 2.5 مليون نسمة


يمتد تاريخ تلك المدينة العريقة الى ما يقرب من 2700 سنة ، تلك القرون الممتدة هى نسيج تاريخى من الحروب والنضال والانتصارات . هذا التاريخ الممتد يظهر أثره فى المعالم والاثار والأعمال الفنية فى تلك المدينة الفريدة ، روما.


كيف هى البداية لتلك المدينة؟ .. مثل الحكايات الجملية التى تحكى قبل النوم، تقول الأساطير أن روما تأسست فى  العام 753 قبل الميلاد على يد ملكها الأول رومولوس بمساعدة أخيه ريموس على ضفاف نهر التيبر حيث توافدت القبائل بعد ذلك لتكمل اعمار هذه المدينة التاريخية العظيمة.


كانت روما أهم مدينة فى العالم الغربى حيث كانت عاصمة الدولة الرومانية ومع ظهور الدعوة المسيحية و انتشارها، أصبحت روما مركزا للدين المسيحى وعاصمة للدولية الكنيسية.


أصبحت روما عاصمة ايطاليا الجديدة بعد نهاية الدولة الكنيسية فى عاام 1871. وفى العام 1929 أنهى موسولينى فى فترة حكمه ارتباط الدين بالدولة وفصل مدينة الفاتيكان سياسيا عن روما.وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية غادر ملك البلاد ايطاليا و أعلنت جمهورية فى عام 1946.


روما فى سباعيات

- بعد انتهاء حكم رومولوس مؤسس المدينة وحاكمها الأول، خلفه من بعدة ستة ملوك اخرين حكموا هذه المدينة العريقة ، اخرين كان الملك تاركوينيوس سوبوربوس الملقب بالفخور أو المعتز والذى حمك المدينة بين عامى 534 و 509 قبل الميلاد.

- هؤلاء الملوك السبعة هم: رومولوس، نوما بومبليوس، أنكوس مارتيوس، توليوس هوستليوس، تاركوينيوس بريسكوس، سيرفيوس توليوس، و أخرهم تاركوينيوس سوبوربوس.

- روما مدينة التلال السبعة ، يتحوى روما على سبعة تلال تشكل القلب الجغرافى للمدينة وهى : تل الكابيتول ، تل الأفنتين، تل البالاتين، تل السيلين، تل الإزكويلين، تل الفيمينال و أخيرا تل الكويرينال.

- إذا تكلمنا عن المعالم السياحية والتاريخية فى روما ،  فالمدينة لديها إرث كبير من التاريخ والاثار التاريخية أكثر من مجرد الرقم سبعة ، حيث تحتل المدينة الموقع رقم أحد عشر فى العالم كأكثر المدن جذبا للسياحة و تعتبر منظمة اليونسكو مدينة روما من ضمن مواقع التراث العالمى.

- تضم المدينة أماكن عديدة تستحق الزيارة والسفر اليها أهمها:

 الكولوسيوم، وهو مدرج رومانى عملاق يقع فى وسط روما ، ويسع حوالى 45000 الى 50000 مشاهد. وكان الماكن عبارة عن ساحة لقتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية قديما.تم بناؤه ما بين 70- 72 بعد الميلاد.


 المنتدى الرومانى، وكانت وظيفته الأساسية الإحتفالات والمواكب العسكرية أثناء الفتوحات و الإنتصارات فى الحروب.


 متاحف الفاتيكان ، وهى متاحف منحوتات و أعمال فنية عامة فى مدينة الفاتيكان وتضم مجموعة من المتاحف هى: متحف بيو كلمينتينو، متحف كيارامونتى، متحف غريغوريان أتروسكو و المتحف المصرى.


 مبنى البانثيون، من أشهر المزارات السياحية فى روما


ساحة بياتزا نافونا، المكان الأكثر ازدحاما فى روما، تحظى بشعبية كبيرة من الفنانين والرسامين، بنيت هذه الساحة على أقاض ستاد دوميتسيانو الذى كان يسع لـ 30000 متفرج.


وفى هذه الساحة توجد ثلاث نافورات جميلة ، أشهرها النافورة الوسطى التى أبدع فيها الفنان " برنينى " وتعتبر من أهم أعماله الفنية.


هذه النافورة تشتهر باسم نافورة الأنهار الأربعة، حيث يوجد بها أربعة تماثيل كل منها يمثل أحد أنهار العالم وهى نهر النيل ، نهر الدانوب ، نهر الجانجى ونهر ريو ديللا بلاتا.

 نافورة تريفى، وهى أكبر نافورة تمثل الحركة الثقافية التى بدأت فى نهاية القرن التاسع عشر و تسمى الحركة الباروكية وهى من تصميم " نيكولا سالفى ".



 تل البالاتين، أحد التلال السبعة التى تميز المدينة و يقع تل البالاتين فى النقطة المركزية بين التلال الأخرى، فى منطقة من أكثر الأجزاء القديمة من المدينة.


 معرض بورغيزى ، ويضم هذا المعرض جزءا كبير من مجموعة بورغيزى من الأعمال الفنية والمنحوتات والاثار.


 قلعة سانت أنجلو ، بناها الامبراطور هادريان كضريح له ولعائلته لكنها استعملت كحصن وقلعة وهى الان متحف.


 قناطر بارك ، واحدة من أكثر الأماكن روعة وجمالا فى روما و لكنها نادرا ما تحدث الزيارات اليها.


تحتوى القناطر على سبع قنوات رومانية هى : مارسيو ، آنيو ، نوفوس ، تيبولا ، ماريانا ، كلاوديو ، يوليا و فيليسى.


قنطرة كلاوديو يصل  ارتفاعها الى 28 مترا فى العام 52 بعد الميلاد وكانت تستخدم فى امداد المدينة بالمياه نظرا لجودة مياهها وعذوبتها. وسميت بهذه الاسم تيمنا بالامبراطور كلاوديو.


طريق آبيوس ، أول الطرق الاستراتيجية فى روما القديمة وأهمها وكان يربط روما بمدن برينديسى و أبيولا.


هذه كانت بعضا من المعالم التاريخية والأثرية فى مدينة روما ، وتلاحظون كم هى كثيرة آثار تلك المدينة المبهرة وكم تحتوى على العديد والعديد من آثار العمارة الرومانية بعراقتها وأصالتها التى تحكى تاريخ المدينة.


هناك شئ آخر لا يمكننا التغاضى عنه فى رحلتنا لهذه المدينة العظيمة وهو ذكر أشهر ملوكها ، أكاد أجزم ن الاشهر على الاطلاق وهو الامبراطور نيرو أو نيرون حيث ارتبط اسم الامبراطور نيرون بأشهر حادثة مرت على روما وهى حرق المدينة فى العام 64 ميلادية   ودمر الحريق الكبير ثلثى مدينة روما وللأمانة التاريخية هناك بعض المصادر التى تقول أن نيرون هو من قام بحرق المدينة عمدا حيث كان يراوده خياله فى احراق المدينة واعادة بنائها من جديد.

وتقول مصادر أخرى حسب المؤرخ " تاسيتس"  أن نيرون كان مدينة أنتيوم وقت وقوع الحريق وما إن نما الى علم خبر احتراف المدينة حتى عاد اليها لتنظيم المساعدات ، بل إنه دفع أموالا من ميزانيته الخاصة ، كما أنه قام بفتح قصوره للناجين من الحريق وفى أعقاب الحريق وضع خطة لتنمية المدينة و إعادة إعمارها من جديد.


هكذا انتهت رحلتنا الى مدينة روما ، بلد التاريخ والاثار والحضارة القديمة ، هناك الكثير والكثير عن تلك المدينة ولكن لا يسعنا المجال للإتيان بالمزيد من التفاصيل لعظم حجم المعلومات عن هذه المدينة المليئة بالاسرار العجيبة

أرجو أن تكون هذه الرحلة الى روما قد أعجبتكم و نلتقى قريبا مع قصة مدينة أخرى من مدن العالم .....

المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ،  13 ، 14

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More